سواءً أكانت سموم من المعادن الثقيلة التي في مياه الشرب أو المبيدات الحشرية المرشوشة على أغذيتنا، تدخل السموم أجسامنا من البيئة باستمرار. يمكن أن تتراكم هذه السموم في الجسم وقد تتسبب في تلف جهاز المناعة أو تؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني الصحي.

لحسن الحظ، لدينا منظومة متكاملة في جميع أنحاء الجسم يمكنها طرد هذه السموم من الدورة الدموية والتخلص منها بسرعة، مما يدعم في الوقت نفسه الصحة المناعية الشاملة. يمكن لبعض المكملات الغذائية والفيتامينات أن تساعد هذه الأنظمة على تحسين وظائفها وأن تدعم صحة الجهاز اللمفاوي.

نوعين من الدورات في الجسم

الدورة الدموية الصحية هي نتاج لنظامين يعملان معاً: نظام الدورة الدموية في القلب والأوعية ونظام الدورة اللمفاوية. يضخ قلبك الدم عبر نظام القلب والأوعية الدموية. عندما ينتقل هذا الدم الغني بالمغذيات بعيداً عن قلبك، يمر عبر الأوعية الدموية الأصغر فالأصغر.

في الخلايا المجاورة، تُبادل العناصر الغذائية بالنفايات من خلال هذا الدم. بعد ذلك يُعصر السائل خارج الأوعية الدموية. يُسمى هذا السائل السائل الخلالي أو اللمفاوي. يمتص الجهاز اللمفاوي هذا السائل المفقود ويعيد تدويره مرة أخرى إلى الدم للحفاظ على صحة ضغط الدم. 

يعمل الجهاز اللمفاوي مباشرة مع نظام القلب والأوعية الدموية للحفاظ على توازن الدم والسوائل اللمفاوية وطرد السموم من الجسم. كما أنه يحمل الخلايا المناعية في جميع أنحاء الجسم لمساعدته على محاربة العدوى.

ما نعرفه عن الجهاز اللمفاوي

مثله مثل الجهاز الدوري، يتكون الجهاز اللمفاوي من شبكة من الأوعية المتخصصة التي تؤدي وظائف التبادل والنقل. يحتوي الجهاز الدوري في جسمك على مضخة مركزية - القلب - التي تُحرك الدم في جميع أنحاء الجهاز.

الجهاز اللمفاوي مختلف. لا يحتوي الجهاز اللمفاوي على مضخة مركزية مثل الجهاز الدوري. بل هناك عوامل أخرى تُحفز الجهاز اللمفاوي:

  • الجاذبية
  • انقباض العضلات (التمرين)
  • المعالجة المائية (وضع الماء الساخن والبارد بالتناوب على الجلد)
  • التنفس
  • علاج التصريف اللمفاوي
  • التدليك

عندما يتشكّل السائل اللمفاوي الجديد، يدفع السائل الحالي عبر الأوعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضغط الأنسجة الخارجية للأوعية اللمفاوية، مثل العضلات الملساء، يدفع السائل اللمفاوي إلى الأمام. 

السائل اللمفاوي أيضاً لا يتحرك في دورة، بل تصنع الأنسجة السوائل، ويعيد الجهاز اللمفاوي هذا السائل إلى نظام الدورة الدموية مرة أخرى للحفاظ على ضغط الدم/توازن السوائل.

صحة الجهاز اللمفاوي والجهاز المناعي

توجد الأوعية اللمفاوية في كل الأنسجة تقريباً باستثناء النخاع العظمي والغضاريف وقرنية العين والجهاز العصبي المركزي. توجد الشبكات اللمفاوية في الجهاز الهضمي، أي داخل الغشاء المخاطي للفم (النسيج اللزج الذي يبطن الفم)، واللسان، والغدد اللعابية، واللوزتين. تحتوي هذه الأنسجة على شبكة منظمة من الأوعية اللمفاوية والغدد اللمفاوية والخلايا المناعية.

إن الحفاظ على صحة كلا الجهازين الدوريين هو من الأمور الهامة لدعم نظام المناعة الصحي. يمر السائل اللمفاوي عبر العقد اللمفاوية، وهي أنسجة متخصصة تراقب جهاز المناعة، وتتأكد من عدم وجود أي مسببات للأمراض المعدية.

كيف يعمل الجهاز اللمفاوي مع الجهاز المناعي

من المحتمل أن تحتوي الأطعمة التي تتناولها من العالم الخارجي على البكتيريا أو الأجسام الضارة أو غيرها من المواد غير المرغوب فيها. وظيفة الجهاز اللمفاوي هي المراقبة المناعية لأي شيء نتناوله.

يمكن اعتبار هذا النظام على أنه شبكة من حراس الأمن، تركز على حماية الجسم من أي غزاة خارجيين. إذا تجاوزت مسببات الأمراض لسبب ما هذا الدفاع الأولي، فإن الأنظمة اللمفاوية موجودة أيضاً في كل من الأمعاء الدقيقة والغليظة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي البنكرياس والكبد والمرارة على أجهزة لمفاوية. يصل السائل اللمفاوي إلى عقدة لمفاوية واحدة على الأقل قبل الدخول إلى مجرى الدم.

ماذا لو لم يكن الجهاز اللمفاوي بصحة جيدة؟

إذا كان الجهاز اللمفاوي بطئ أو راكد، تتراكم السموم، ولن تصل الخلايا المناعية إلى مناطق الجسم التي بحاجة إليها. قد يسبب هذا التورم والألم، ويضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى.

طرق تحسين صحة الجهاز اللمفاوي

الكبد هو "طارد السموم القوي" الذي يعمل في أكثر من 300 عملية مختلفة في الجسم، تشمل التمثيل الغذائي والإفراز والدفاع عن الجسم. نظراً لجميع هذه الوظائف التي يضطلع بها الكبد، فإنه يحتاج إلى القليل من المساعدة.

ينتج الكبد الكثير من السائل اللمفاوي، لذلك إذا دعمت الكبد، يمكنك المساعدة على دعم التطهير الصحي للجسم. يساعد الجهاز الهضمي أيضاً على التخلص من السموم، لذا فعند دعمك لصحة الجهاز الهضمي، فإنك تدعم أيضاً صحة الجهاز اللمفاوي.

يمكنك إجراء تغييرات على نمط حياتك لتحفيز نظام الدورة اللمفاوية كشرب الماء، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأطعمة الصحية، والتدليك، وتجربة علاج التصريف اللمفاوي. طريقة أخرى لدعم صحة الجهاز اللمفاوي هي طرد السموم أو تطهير الجسم. هناك العديد من طاردات السموم/المطهرات، لذا من المهم البحث جيداً للعثور على النوع المناسب.

ما الذي تبحث عنه لطرد السموم وتطهير الجسم

التطهير يتم في خطوتين: شيء لطرد السموم والالتصاق بها؛ والآخر لدعم التطهير الصحي والتخلص من تلك السموم.

يمكنك طرد السموم/التطهير بطريقة شاملة أو اختيار مجموعة من المكملات الغذائية والفيتامينات الفردية لدعم صحة جهازك اللمفاوي.

السلبين المريمي

السلبين المريمي (Silybum marianum) هو نبات يُستخدم منذ آلاف السنين. المكون الرئيسي للسلبين المريمي هو مركب يسمى سيليبن الذي يُستخرج من النبات. 

يُستخدم هذا النبات بشكل رئيسي في المجتمع الحديث لدعم صحة الكبد - السيليبن هو عشب معروف لحماية الكبد. عندما يؤدي الكبد إحدى وظائفه الرئيسية، ويحلل السموم، يمكن أن تضر هذه السموم بالكبد وتقلل من كفاءته.

سلبين المريمي هو مضاد أكسدة قوي يساعد الكبد على أداء وظيفته بشكل أفضل. يمكن اعتبار السلبين المريمي فنجان قهوة الكبد في الصباح. عندما يكون الكبد يقظاً (صحيحاً)، يمكنه أداء جميع وظائفه بشكل أفضل، بما في ذلك صنع السائل اللمفاوي.

الهندباء

عندما يسمع الكثير من الناس الهندباء (Taraxacum officianale)، غالباً ما يعتقدون أنها الأعشاب الضارة. لا يُذكر كثيراً أن الهندباء مليء بالفيتامينات "أ"و "ب"و "ج"و  "د". كما يمكنه أن يدعم صحة الجهاز المناعي والكبد والكلى.

في حين يقوم الكبد بتفتيت السموم، فإن مهمة الكلى هي التخلص من هذه السموم في البول. تساعد الخصائص المضادة للأكسدة (في مركبات تسمى مركبات الفلافونويدات) الموجودة في الهندباء على دعم عمليات طرد السموم وإزالة السموم من الجسم.

الكلوريلا

الكلوريلا (Chlorella vulgaris) هي طحالب خضراء غنية بالبروتين، يمكنها أن تساعد على حماية الجسم من المعادن الثقيلة مثل الزئبق.

تتمخلب الكلوريلا أو تلتف حول السموم وتمنع إعادة امتصاص الجسم لها. كما ثبت أنها تحمي من الزئبق الذي في الجهاز الهضمي.

بكتين التفاح

بكتين التفاح هو نوع من الألياف القابلة للذوبان التي توجد بشكل طبيعي في التفاح. يستخدم البكتين المستخرج عادة لتكثيف المربى، ولكن يمكن أيضاً تناوله كمكمل غذائي.

مثله مثل الكلوريلا، يرتبط بكتين التفاح بسموم المعادن الثقيلة مثل الزئبق ويساعد على التخلص منها من خلال الجهاز الهضمي.

عنب الدب

عنب الدب (Arctostaphylos uva-ursi) هو نبات معروف باسم توت الدب. يحتوي هذا النبات على خصائص مضادة للالتهابات تدعم صحة المسالك البولية.

المسالك البولية هي أحد الطرق الرئيسية التي يستخدمها الجسم للتخلص من السموم القابلة للذوبان في الماء والمواد الأخرى غير المرغوب فيها والنفايات.

الأرقطيون

الأرقطيون (Arctium lappa) هو نبات استُخدم في الثقافة الصينية لسنوات. من المعروف أنه يدعم دورتي الدم والسائل اللمفاوي. يمكن أن يدعم الأرقطيون أيضاً صحة الجهاز البولي، وهو أساس إزالة السموم من الجسم.

لدعم صحة جهازك اللمفاوي، هناك العديد من الخيارات الجاهزة التي تشمل التطهير/إزالة السموم والمكملات الفردية التي تحتوي على مركبات لدعم صحة الكبد، بالإضافة إلى وظائف الجهاز الهضمي والبولي. بالإضافة إلى التخلص من السموم، تدعم هذه الأنظمة صحة الجهاز اللمفاوي والجهاز المناعي.

المراجع:

  1. Breslin, J.W., Yang Y., Scallan J., et al.; Lymphatic vessel network structure and physiology. Compr Physiol, 2018. 9(1): p. 207-99.
  2. Prior N., Inacio P., Huch M.; Liver organoids: from basic research to therapeutic applications. Gut, 2019. 68(12): p. 2228-37.
  3. Bijak M.; Silybin, a major bioactive component of milk thistle – chemistry, bioavailability, and metabolism, 2017. 22(11): p. 1942.
  4. Martinez M., Poirrier P., Chamy R.; Taraxacum officinale and related species. J Ethnopharmacol. J, 2015. 169: p. 244-62.
  5. Krienitz L., Huss V.A., Bock C.; Chlorella: 125 years of the greenest survivalist. Trends Plant Sci, 2015. 20(2): p. 67-9.
  6. Kartel M.T., Kupchick L.A., Veisov B.K..; Evaluation of pectin binding of heavy metal ions in aqueous solutions. Chemosphere, 1999. 38(11): p. 2591-96.
  7. Matsuda H., Tanaka T., Kubo M.; Pharmacological studies on leaf of Arctostaphylos uva-ursi [Japanese; abstract]. Yakugaku Zasshi, 1991. 111(4-5): p. 253–58.
  8. Bensky, D., Gamble, A., Kaptchuk, T.J.; Chinese Herbal Medicine: Materia Medica. Seattle, Eastland; 1993.