بقلم فينوس راموس، دكتوراه في الطب

في هذا المقال:

علامات وأعراض مرض هاشيموتو

ما الذي يجعل الجهاز المناعي يهاجم الغدة الدرقية؟

علاج مرض هاشيموتو


إذا كنت تعاني من التعب أو زيادة الوزن الشديدة، هناك احتمال أن تكون مصاباً بمشكلات في الغدة الدرقية. في الواقع، هذه مجرد أمثلة قليلة من الأعراض العديدة التي قد تواجهها عند قصور الغدة الدرقية، الذي يعني أن الغدة الدرقية لديك غير فعالة.

لكن الغدة الدرقية قد لا تكون هي السبب في تلك الأعراض. تشير التقديرات إلى أن 90٪ من المصابين بقصور الغدة الدرقية التقليدي مصابون بالفعل بمرض هاشيموتو، المعروف أيضاً باسم التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن. إنه مرض مناعي ذاتي، مما يعني أن الجسم يهاجم أنسجته عن طريق الخطأ.

في حالة التهاب الغدة الدرقية في هاشيموتو، يتسلل الجهاز المناعي إلى الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة على شكل فراشة في الجزء الأمامي من الرقبة. تحديداً، تنتج الخلايا المناعية بروتينات تسمى الأجسام المضادة التي تلتقط وتُحيّد المواد اللازمة لإنتاج هرمون الغدة الدرقية. يؤدي انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية إلى حدوث مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة.


علامات وأعراض مرض هاشيموتو

قد تكون الأعراض في البداية خفيفة وتصعب ملاحظتها. ولكن مع مرور الوقت، تصبح واضحة أكثر فأكثر. بشكل عام، فإن المرض يعمل على التدمير البطيء والتدريجي للغدة الدرقية. ومع ذلك، قد تكون هناك فترات متقطعة تتغير خلالها الأعراض حيث يبدو أن الغدة الدرقية تستعيد وظائفها، حتى أنه قد يحدث فرط نشاط مؤقت في الغدة الدرقية.

  • التعب والخمول
  • زيادة الوزن دون مبرر
  • انتفاخ الوجه
  • الأرق
  • النسيان
  • القلق والاكتئاب
  • ارتفاع ضغط الدم
  • فترات التعرق، وفقدان الوزن، والتهيج
  • إلتهاب الحلق
  • توسع اللسان
  • صعوبة البلع
  • تورم الجزء الأمامي من الرقبة
  • حب الشباب
  • الطفح الجلدي
  • الصداع
  • الانتفاخ
  • الإمساك
  • شحوب وجفاف البشرة
  • هشاشة الأظافر
  • تساقط الشعر
  • زيادة الحساسية للبرد
  • آلام وتصلب المفاصل
  • تشنجات العضلات
  • تصلب وضعف العضلات
  • زيادة الكوليسترول
  • العقم عند النساء
  • نزيف الحيض المفرط أو المطوّل


ما الذي يجعل الجهاز المناعي يهاجم الغدة الدرقية؟

في حين أن السبب غير معروف بالتحديد، إلا أن العوامل الوراثية تبدو أنها تؤدي دوراً في الإصابة بمرض هاشيموتو. يمكن أن يساهم أيضاً مزيج من العوامل مثل العمر والجنس واضطرابات المناعة الذاتية أو الغدد الصماء الأخرى. رغم أنه لا يوجد الكثير مما يمكنك عمله لتغيير جيناتك، إلا أن هناك إجراءات يمكنك اتخاذها للتخلص من المسببات المحتملة للإصابة بالمناعة الذاتية. هذا هام للحد من التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو بشكل مناسب.


6 طرق للحد من مرض هاشيموتو طبيعياً

دواء الغدة الدرقية التقليدي قد يحسن مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك ويساعد على تخفيف الأعراض، لكنه لا يعالج المشكلة الحقيقية - وهي وجود خلل في جهازك المناعي. إذا تمكنت من تحديد العوامل المسؤولة عن المناعة الذاتية، فسيمكنك كبح المرض بشكل طبيعي عن طريق التخلص من تلك العوامل.

فيما يلي ستة مجالات يجب معالجتها لتقليل المناعة الذاتية بطرق طبيعية:

1. نقص التغذية

هناك العديد من العناصر الغذائية الضرورية للوظيفة الطبيعية لجهاز المناعة والغدة الدرقية. عندما يكون لديك ناقص في هذه العناصر الغذائية، تصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض هاشيموتو.

  • السيلينيوم مطلوب لتحويل T4 (الشكل غير النشط لهرمون الغدة الدرقية) إلى T3 (الشكل النشط). بدون كمية كافية من السيلينيوم، يظل هرمون الغدة الدرقية غير نشط وقد تظهر أعراض هاشيموتو. علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أن مرضى هاشيموتو الذين يتناولون السيلينيوم قد انخفضت لديهم مستويات الأجسام المضادة للغدة الدرقية. 200 ميكروغرام هي جرعة البداية الشائعة. ولكن هناك مسافة ضيقة بين الجرعة الفعالة والجرعة السامة. لذلك من الحكمة استشارة الطبيب للعثور على الجرعة المناسبة لك.
  • الزنك: انخفاض مستويات الزنك يقلل من إنتاج T3 لأن الزنك يؤدي أيضاً إلى تحول إنزيم T4 إلى T3. بدون كمية كافية من الزنك، تجد الغدة النخامية صعوبة في قياس مستويات هرمون الغدة الدرقية هذا يضعف قدرتك على قياس إنتاج هرمون الغدة الدرقية بشكل صحيح عندما تنخفض مستوياته. يوصى بعدم تناول أكثر من 30 ملغ من الزنك يومياً إلا إذا استشرت  طبيب ووصف لك جرعة أعلى.
  • نقص فيتامين د بسبب وجود الأجسام المضادة للغدة الدرقية. يجب على جميع مرضى هاشيموتو إجراء فحص سنوي لمستويات فيتامين (د) 25 هيدروكسي. تشير الدراسات إلى أن المستوى يجب أن يكون 60-80 نانوغرام / مل لصحة وظائف الغدة الدرقية والجهاز المناعي. بالنسبة للمكملات، يعتبر فيتامين د3 خياراً أفضل من د2 لتحسين مستوى فيتامين د لديك. تتراوح جرعة البدء عموماً بين 2000 و 5000 وحدة دولية مع الضبط بناءً على إعادة فحص المستوى بعد ثلاثة أشهر.
  • الحديد يؤدي دوراً رئيسياً في عملية إنتاج هرمون الغدة الدرقية. هو لازم أيضاً لتحويل T4 إلى T3. لتحديد ما إذا كنت تعاني بالفعل من نقص الحديد وتحتاج إلى مكمل إضافي، يجب إجراء الاختبارات المعملية التالية: الفيريتين، ومصل الحديد، وتشبع الترانسفيرين، والسعة الكلية لربط الحديد. يمكن للطبيب مساعدتك على تفسير النتائج ووصف جرعة الحديد المناسبة.

عند اختيار مكملات الحديد، لاحظ أن غليسينات الحديد المكررة هي شكل يميل إلى أن يكون أكثر قابلية للامتصاص وأقل تسبباً في الإمساك من حبوب الحديد الأخرى. إذا كنت تتناول دواءً للغدة الدرقية، لا تتناول مكملاً من الحديد خلال ساعتين من تناوله، لأن الحديد قد يؤثر على امتصاص الدواء.

يمكنك أيضاً زيادة مستويات الحديد من خلال زيادة المدخول الغذائي من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والدواجن والفول والخضار  الخضراء الداكنة، والخضروات الورقية. لكن ضع في اعتبارك أن الحديد من المصادر النباتية لا يمكن امتصاصه مثله مثل الذي من المصادر الحيوانية. فيتامين ج يمكن أن يساعد على زيادة امتصاص الحديد في هذه الحالة.     

2. قلل تناول الأطعمة المسببة للالتهابات

الهدف من خطة علاج هاشيموتو هو تقليل كمية الالتهابات في الجسم. لذا من المنطقي حذف تلك الأطعمة من نظامك الغذائي الذي قد تسبب الالتهاب. الأطعمة التي قد يكون الشخص حساس لها تختلف من شخص إلى آخر، ولكن الأطعمة التالية عادة ما تكون أكثر تسبباً في الالتهابات:

  • الغلوتين
  • السكر
  • الدهون المشبعة
  • المحليات الصناعية أو المواد الحافظة
  • بعض مكونات الألبان (مثل اللاكتوز أو بروتين بيتا كازين A1)
  • فول الصويا والذرة ودوّار الشمس وبذور القطن والزعفران والزيوت النباتية المختلطة

يمكن لطبيبك طلب إجراء فحص دم لحساسية الطعام. يمكنك استخدام هذه المعلومات للابتعاد عن الأطعمة التي ثبت أنك حساس لها. ولكن، يمكنك أيضاً اكتشاف حساسياتك الغذائية بنفسك من خلال اتباع نظام غذائي للحد/ التحفيز (EPD).

لأداء EPD، فإنك تلغي فئة طعام واحدة من نظامك الغذائي لمدة ثلاثة أسابيع. ثم تضيف الغذاء مرة أخرى إلى نظامك الغذائي لمدة ثلاثة أيام، لتقييم رد فعلك. ابحث عن أي أعراض لحساسية الطعام مثل الانتفاخ أو التعب أو الصداع أو آلام المفاصل أو البراز الرخو أو الإمساك أو الأرق أو تغيرات الجلد.

تشمل فئات الطعام التي قد ترغب في اختبارها:

  • الغلوتين
  • الذرة
  • الحبوب الأخرى الخالية من الغلوتين
  • منتجات الألبان
  • الصويا
  • البيض
  • المكسرات
  • البقوليات
  • المحار
  • الباذنجانيات (تشمل الخضروات الباذنجانية الشائعة الفلفل والبطاطا والطماطم والباذنجان)

تتمثل الطريقة الأسرع لتنفيذ EPD في التخلص من جميع فئات الأطعمة هذه من نظامك الغذائي لمدة ثلاثة أسابيع. بعد ذلك، أعد تناول كل فئة منفردة كل 3 أيام. إذا لم تحدث أي أعراض عند إعادة تناول تلك الفئة، يمكنك تركها في نظامك الغذائي. إذا ظهرت الأعراض، احذف تلك الفئة من الطعام مرة أخرى.

3. تحسين صحة القناة الهضمية

حوالي 70-80٪ من خلايا الجهاز المناعي موجودة في القناة الهضمية. لذلك عند تحسين وظيفة القناة الهضمية، يمكنك تحسين وظيفة المناعة أيضاً.

يعاني معظم مرضى هاشيموتو من انخفاض مستويات حمض المعدة. الأمعاء لا تمتص العناصر الغذائية كذلك عندما تكون مستويات حمض المعدة منخفضة. تستطيع البكتيريا والميكروبات الأخرى البقاء على قيد الحياة بسهولة أكبر عندما تمر عبر المعدة في بيئة منخفضة الحموضة. هذا يتيح لها السيطرة على مكان آخر في الجسم والتسبب في العدوى.

حمض بيتين الهيدروكلوريك (الهيدروكلوريد) هو مكمل يمكن أن يساعد على زيادة حمض المعدة إلى المستويات المثلى. يجب تناوله مع الإنزيم الهاضم البيبسين في نهاية وجبة غنية بالبروتين. هذا يساعد الجسم على تجزئة البروتينات بشكل كامل حتى لا تعمل كمحفز للمناعة.

هناك خلل في البكتيريا النافعة والضارة في أمعاء العديد من مرضى هاشيموتو. يحدث هذا بشكل عام لأن نقص هرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى انخفاض حركة الأمعاء. عند تناول بروبيوتيك عالي الجودة، يمكنك استعادة البكتيريا النافعة إلى مستوى يجعل البكتيريا الضارة تحت السيطرة.

4. تحقق من الالتهابات

هناك تفسيران محتملان لكيفية تسبب العدوى في مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية:

  1. التقليد الجزيئي الذي تقوم به البكتيريا أو الميكروبات الأخرى يشبه خلايا الغدة الدرقية. وعندما ينتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة للقضاء على الميكروبات المعدية، تهاجم الأجسام المضادة أيضاً خلايا الغدة الدرقية الشبيهة بها.
  2. يصف تأثير بايستاندر النظرية القائلة بأن الميكروبات تتسلل إلى خلايا الغدة الدرقية. أثناء عملية قتل الميكروبات، يهاجم الجهاز المناعي أيضاً الخلايا التي تحتوي عليها.

تشمل الإصابات الأكثر شيوعًا مع هاشيموتو الكانديدا والميكوبلازما وفيروس ابشتاين بار. من المفيد مراقبة أي إصابات في أي مكان في الجسم وعلاجها بشكل مناسب.

5. تخفيف إجهاد الكظرية

عندما تكون تحت الضغط، تطلق الغدد الكظرية الكورتيزول، مما يشير إلى انخفاض في إنتاج هرمون الغدة الدرقية. لذلك يجب أن تتضمن كل خطة علاج لمرض هاشيموتو أنشطة الحد من الإجهاد مثل اليوغا أو التأمل أو تمارين التنفس.

الأدابتوغن هي المواد الطبيعية التي يمكن أن تساعدك أيضاً على التعامل مع الإجهاد بشكل مناسب. يمتلك الأدابتوغن القدرة على تعزيز نظام المناعة الضعيف بالإضافة إلى تهدئة الاستجابة المفرطة. لذلك يساعد جسمك على التكيف مع الإجهاد بالطريقة المناسبة لتطبيع وظائف الجسم. من الأمثلة على الأدابتوغن الريشي, إليوثيرو, الشزندرة، و الأشواغاندا.

6. تجنب السموم

هناك العديد من المواد الكيميائية السامة في البيئة يمكنها أن تلحق أضراراً بجسمك بعدة طرق - تسبب الالتهابات، وتثبط الهرمونات، وتزيد من خطر المناعة الذاتية. من الصعب تجنبها جميعاً. ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لتقليل تأثيرها على صحة الغدة الدرقية:

  • تجنب المواد الكيميائية التي تثبط الهرمونات. وضعت مجموعة العمل البيئي (EWG) قائمة بالمواد الكيميائية التي يمكن أن تؤثر سلبًا على نظام الغدد الصماء. تجنب المنتجات التي تشمل: الرصاص، الديوكسين، الأترازين، الفثالات، البركلورات، مثبطات الحريق (إثيرات ثنائي الفينيل متعدد البروم)، الزرنيخ، الزئبق، إثيرات الجليكول، المواد الكيميائية المشبعة بالفلور (PFCs)، مبيدات الفوسفات العضوية، مركبات ثنائي الفينول ألفا BPA (أوبدائله مثل BPF و BPS).
  • استخدم منتجات العناية الشخصية النظيفة. تحتوي العديد من منتجات الوجه والجسم على مواد كيميائية ضارة يمكن أن تثبط نظام الغدد الصماء (الهرمونية). انظر إلى قائمة المكونات واختر المنتجات الطبيعية قدر الإمكان. راجع قائمة EWG للمواد الكيميائية التي يجب تجنبها.
  • نظف الهواء حولك، خاصة إذا كنت تعيش في منطقة صناعية. جرّب تركيب فلتر HEPA (منظف جسيمات الهواء عالي الكفاءة) في منزلك وفي مكتبك.
  • تجنب المواد البلاستيكية في الأدوات التي تلامس طعامك أو شرابك. البلاستيك غالباً ما يحتوي على BPA أو بدائله. كن حذراً مع السلع المعلبة كذلك. غالباً ما تحتوي العلب على BPA (على الرغم من وجود بعض الشركات التي تذكر استخدام علب خالية من BPA).
  • نظف ماءك. ركّب فلتر الفلورايد لمياه الشرب ورأس الدش.
  • العرق! التعرق هو واحد من أفضل آليات طرد السموم. يمكن أن تساعدك التمارين الرياضية أو حتى الساونا على تنشيط عملية التعرق. من الحكمة دائماً استشارة الطبيب قبل تغيير مستوى نشاطك البدني أو تجربة الساونا، خاصةً إذا كنت تعاني من مرض في القلب.

على الرغم من وجود بعض الأفراد الذين قد لا يتمكنون من التخلص تماماً من أدوية الغدة الدرقية، هناك بالتأكيد العديد من الطرق الطبيعية لعلاج مرض هاشيموتو التي يمكنها أن تساعدك على الشعور بصحة أفضل، أو حتى أن تُقلل من جرعة الدواء. كلما أمكن، ابحث عن طبيب مختص في كل من العلاج الطبيعي والطب التقليدي لعلاج الغدة الدرقية. دائماً استشر طبيبك مقدمًا قبل تغيير جرعة الدواء أو إضافة مكمل.