إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم سكوت بويزينج، دكتور علاج طبيعي
الكركم هو المكوّن الذي يمنح لونًا مميزًا للكاري (وغالبًا ما يضاف إلى الخردل الأصفر أيضًا. يُستخدم الكركم طبيًا منذ آلاف السنين، وهو عشب مهم في طب الأيورفيدا. بينما يُعتقد عادةً أنه مضاد للالتهابات وأنه يخفف الألم والالتهابات، بدأت ظهور إمكانات كبيرة للكركمين قادرة على تحسين جوانب في صحة الدماغ. تشير التجارب الطبية الحديثة إلى أن الكركمين قد يكون مفيدًا لمرضى الاكتئاب، والقلق، وانفصام الشخصية.
هيكليًا، يُصنف الكركمين ضمن "البوليفينولات". تنتشر البوليفينولات على نطاق واسع في الطبيعة، وتوجد في العديد من النباتات المختلفة. بالإضافة إلى الكركمين، تجري دراسة العديد من الأعشاب الأخرى أيضًا الغنية بالفلافونويد لفوائدها المحتملة على صحة الدماغ، كخلاصة الشاي الأخضر، وبذور العنب، ولحاء الصنوبر. بشكل عام، تعد البوليفينولات - مثل الكركمين - من مضادات الأكسدة القوية، والتي من المحتمل أن تؤدي دورًا مهمًا لآثارها المعززة للصحة.
يمكن أن يكون علاج الاكتئاب أمرًا صعبًا حيث يستجيب للأدوية القياسية حوالي 50٪ فقط من المرضى. حتى المرضى الذين يستجيبون غالبًا ما يتحسنون جزئيًا فقط، وتظل لديهم أعراض متبقية كبيرة. هناك حاجة إلى علاجات بديلة، خاصة تلك التي تتميز بالأمان عند تناولها، لتقديمها للعديد من المرضى الذين لا يستجيبون جيدًا للعلاجات القياسية.
في حين أن بعض العلاجات الطبيعية الأخرى للاكتئاب تبشر بالخير، كنبتة سانت جون، والزعفران، إلا أن أحدث الأبحاث التي أُجريت على الكركمين تشير بقوة إلى إمكانيته في المساعدة على علاج الاكتئاب وتدهور الحالة المزاجية أيضًا. يتزايد الاهتمام بالكركمين كعلاج للاكتئاب، حيث اقترحت النماذج الحيوانية تأثيرات متعددة له، كتنظيم الاستجابة للضغط، وتأثيراته المضادة للالتهابات، وقدرته على تحسين وظيفة الناقل العصبي، بما في ذلك السيروتونين.
لم يبدأ إإجراء التجارب الطبية على الكركمين لعلاج الاكتئاب إلا خلال السنوات العشر الماضية، حيث بدأت التجارب عام 2013. استخدمت أول تجربة طبية جرعة منخفضة نسبيًا من الكركمين مع مستخلص الفلفل الأسود لتعزيز الامتصاص. أُعطي دواء قياسي للمرضى مع الكركمين أو دواءً وهميًا لمدة خمسة أسابيع. في حين أن النتائج لم تكن كبيرة، إلا أنهم وجدوا اتجاهًا نحو راحة أسرع عند استخدام الكركمين أكثر من بدونه.
استكشفت دراسات أخرى تركيبات مختلفة للكركمينبنطاقات جرعات مختلفة. جمع تحليل تلوي حديث النتائج من تسعة تجارب طبية مختلفة، وخلص إلى أن الكركمين يُحسّن أعراض الاكتئاب. حتى أنهم وجدوا أن حجم التأثير كان كبيرًا، مما يشير إلى تأثيرات قوية مضادة للاكتئاب. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المراجعات الأخرى قد شككت في جودة الأدلة، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الفوائد الفعلية بشكل كامل.
في حين أن العديد من العلاجات الطبيعية تبدو واعدة لعلاج القلق، مثل زهرة الآلام، وبلسم الليمون، والأشواجاندا، والكافا، إلا أن التجارب السريرية التي أُجريت على الكركمين كانت واعدة أيضًا. نظرًا لأن الكثير من مرضى الاكتئاب يعانون أيضًا من القلق، فإن العديد من التجارب الطبية للكركمين قيّمت أعراض الاكتئاب والقلق معًا.
بينما لم تجد جميع التجارب تأثيرات مضادة للقلق، إلا أن الغالبية منها قد وجدت تلك التأثيرا بالفعل. خلصت بعض أحدث المراجعات إلى أن الكركمين مفيد لكل من الاكتئاب والقلق.
أكثر أنواع الخرف شيوعًا هو مرض الزهايمر. تبدأ الحالة ببطء شديد، ومن المحتمل أن تتطور على مدى 10 إلى 20 عامًا مع تراكم الأضرار التي تلحق بالدماغ. تشمل الأعراض الأولية مشاكل في الذاكرة، ولكن مع تقدم الحالة، يمكن أن تكون مدمرة، حيث لا يستطيع المرضى رعاية أنفسهم ولا يتعرفون على الأصدقاء أو أفراد الأسرة.
العلاجات الرئيسية الحالية لمرض الزهايمر قد تُحسّن الوظيفة بشكل متواضع؛ ولكن، فهي لا تبطئ من تقدم عملية المرض الأساسية. مع مواجهة العالم لوباء مرضى الخرف، أصبحنا نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أدوات أفضل للوقاية والعلاج.
مثله مثل الأمراض الأخرى، تشير بعض الأبحاث الطبية الأولية إلى وجود فوائد لعدد من الأساليب الطبيعية، مثل زيت السمك، والسيتيكولين، وأسيتيل إل-كارنيتين، وغيرها. من بين العلاجات الطبيعية، يبدو أن الكركمين يحمل بعض الأمل.
ترتبط مشاكل السكر في الدم ومرض السكري ارتباطًا وثيقًا بمرض الزهايمر. العلاقة قوية لدرجة أن مرض الزهايمر يُوصف بمرض السكري من النوع 3. الكركمين له فوائد في التحكم في نسبة السكر في الدم، وهو أحد العوامل الدافعة التي تسبب هذه الحالة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مرض الزهايمر يسبب تلف مميز في الدماغ يحدث على مدى سنوات عديدة، بما في ذلك لويحات الأميلويد وتشابكات تاو. لقد ثبت أن الكركمين — على الأقل في النماذج الحيوانية — يمنع تكوين لويحات الأميلويد، ويقلل من مستويات تلك التي تكونت بالفعل. إذا كانت هذه التأثيرات تحدث لدى البشر — ويبدو أنها كذلك فعلًا — فقد يكون للكركمين مكان كعلاج وقائي وعلاجي.
التجارب البشرية قليلة في الوقت الراهن، لكنها واعدة. قارنت إحدى الدراسات الكركمين مع دواء وهمي لدى كبار السن. على مدار عام واحد، كان لدى المشاركين الذين تناولوا الكركمين وظيفة إدراكية مستقرة، بينما عانى المشاركون الذين تناولوا العلاج الوهمي من انخفاض كبير.
ربما كانت الدراسة الأكثر إثارة للإعجاب هي تجربة الشكل المتاح بيولوجيًا من الكركمين، وهو الثيراكورمين، على الأفراد الأكبر سنًا غير المصابين بالخرف. على مدار 18 شهرًا، تحسّنت الذاكرة والانتباه لدى الأشخاص الذين يتناولوا الكركمين. بالإضافة إلى ذلك، أظهر التصوير أن كلًا من لويحات الأميلويد وتشابك تاو قد انخفضا خلال فترة الدراسة. تشير البيانات إلى قدرة الكركمين على الوقاية من التدهور المعرفي والخرف.
في حين لم تجد جميع التجارب البشرية فوائد للكركمين، إلا أن أنظمة الجرعات وشكل الكركمين المستخدم قد اختلفت بشكل كبير بين الدراسات. من الممكن أيضًا أن يعمل الكركمين بشكل أفضل كتدخل مبكر وليس كعلاج للمرضى الذين شُخصت لديهم بالفعل مشاكل أكبر في الذاكرة.
ثبت أن الكركمين آمن تمامًا، وعادة ما يتم تحمله جيدًا في التجارب الطبية. ومع ذلك، هناك شاغلان يستحقان تسليط الضوء عليهما. أولاً، هناك عدد قليل من التقارير عن تسمم الكبد المناعي الذاتي الناجم عن الكركمين، وهناك تقرير واحد موثق جيدًا في هذا الأمر. عندما توقف الكركمين، تعافى المريض. بالنسبة لمقدار استخدام الكركمين كمكمل غذائي، ومع العديد من الدراسات السريرية البشرية التي تُظهر أن له فوائد للكبد، حتى في أمراض الكبد، من المحتمل أن تكون مخاطر تسمم الكبد بسبب الكركمين نادرة، ولكنها لا تزال تستحق الاهتمام. إذا ظهرت على الشخص أعراض أمراض الكبد، كالغثيان، والحكة، واصفرار العينين أو الجلد أثناء تناول الكركمين، فيجب عليه طلب الرعاية الطبية والتوقف عن تناول المكملات.
من المحتمل أن يكون سبب الحالات الأخيرة لاتهاب الكبد من الكركمين هو المنتجات التي تحتوي على البيبيرين كما هو مذكور في تقييم تقارير الحالة هذه. المشكلة الثانية المتعلقة بسلامة استخدام الكركمين هو أنه من الممكن أيضًا أن تحتوي بعض منتجات الكركمين على مذيبات متبقية، أو معادن ثقيلة، أو مواد مغشوشة أخرى يمكن أن تلحق الضرر بالكبد. هناك مشكلة أخرى محتملة وهي أن الأنواع الصناعية من الكركمين التي يبلغ سعرها حوالي 1/5 سعر الكركمين الطبيعي قد دخلت السوق أيضًا. هذه المشكلات المحتملة المتعلقة بمراقبة الجودة في منتجات الكركمين في السوق تسلط الضوء على أهمية شراء الكركمين من الموردين ذوي السمعة الطيبة الذين يمكن التأكد من أن منتجاتهم مشتقة من مصادر طبيعية وخالية من الملوثات، إلا أن هذه الحماية قد لا تقضي تمامًا على خطر تسمم الكبد الذي يحدث في حالات نادرة.
الكركمين غير قابل للذوبان في الماء وعادة ما يتم امتصاصه بشكل سيئ للغاية في الجهاز الهضمي. وبالتالي، تستخدم العديد من المكملات طريقة ما لزيادة الامتصاص. غالبًا ما يتم استخدام مستخلص الفلفل الأسود ( البيبيرين)، ونسخ الجسيمات النانوية، والمنتجات المستحلبة لتحسين التوافر البيولوجي. بشكل عام، يوصى باستخدام المنتجات التي ثبت أنها عززت الامتصاص، وأجريت عليها دراسات سريرية توضح دعمها لهذه الميزة.
الكركمين هو منتج عشبي مثير يبدو أنه يحمل إمكانات هائلة لدعم صحة الدماغ. من المساعدة المحتملة في علاج الاكتئاب والقلق إلى المساعدة على منع بعض أمراض الدماغ الخطيرة المرتبطة بالشيخوخة، فإن الكركمين يحمل وعدًا كبيرًا. مع إجراء المزيد من الأبحاث السريرية، يمكننا اكتساب فهم أعمق لأفضل الطرق لاستخدام الكركمين لدعم صحة الدماغ.
المراجع:
