يبدو أننا نتعرّض لضغوط خفية في مواقف يومية لا تُعَد ولا تُحصَى. ضغوط تجعلنا نشعر بالإرهاق والإنهاك والكثير من القلق في نهاية اليوم. بدلًا من أن تتناول كوبًا من مشروبك المفضّل أو تتناول الشوكولاتة بنهم للشعور بالراحة، لم لا تجرّب عادة التأمل القديمة؟   

كان التأمل موجودًا منذ قرون. فقد استخدمه الأفراد في جميع مناحي الحياة لعلاج أمراض لا حصر لها. التأمل يمكن أن يساعد على إعادة التوازن إلى صحة العقل والجسد، تهدئة وتنظيم أفكارك، إعادة توجيه الأفكار السلبية لإيجاد حلول فعّالة والأهم من ذلك كله أنه يساعد في ضبط شعورنا بالضغط.    

قد يكون التأمّل مهمة صعبة  لكثير من الأشخاص تشعرهم بمزيد من القلق من الجلوس لفترة دون القيام بأي شيء. كيف يمكن لشخص ببساطة أن يجلس صامتًا لفترة طويلة من الوقت فقط ليستمع إلى ثرثرة عقله؟

هناك عدة طرق يمكنك من خلالها تحسين تجربة التأمل الخاصة بك ولكنّي أريد التركيز على واحدة منها تحديدًا وهي: الزيوت العطرية. تؤثر الزيوت العطرية على نظام الشم لدينا والذي يتفاعل بشكل مباشر مع المخ. عندما تتفاعل جزيئات الزيت العطري مع المخ من خلال الجهاز الطرفي (المعروف باسم "الدماغ العاطفي")، فهي تؤثر مباشرة على الذاكرة وتوازن الهرمونات ومستويات القلق وضغط الدم بل وحتى معدّل ضربات القلب. فبعض الروائح قد تعيد لنا ذكريات جميلة من الطفولة وقد تحفز روائح أخرى شعورنا بالغثيان.

مع أخذ ذلك في الاعتبار، يصبح من المنطقي أن تكون الزيوت العطرية مفيدة للاستخدام عند ممارسة التأمل مما يسمح لحاسة الشم لدينا بإدخالِنا في حالة أعمق من الهدوء عن طريق الاختلاط بمستقبلات الدماغ التي قد تساعد على إفراز هرمونات الشعور الجيد أو قد تحفّز وظائف فسيولوجية أخرى يمكنها أن تشعرنا بالراحة والاسترخاء.   

الزيوت العطرية للتأمل

الآن بعد أن عرفنا كيف تعمل الزيوت العطرية بالضبط، فلنُلقِ نظرة على خلطات محدّدة من الزيوت العطرية يمكن أن تفيدك في ممارسة التأمّل.

  • خشب الصندل والبرغموت: خشبُ الصندل يُساعد على إنعاش شاكرا العين الثالثة والتي ترتبط بالاستشفاء العميق وصفاء الذهن أثناء المواقف المجهدة أو المربكة كما يمكن أن يساعد في جلب مشاعر السعادة والفرح. يعمل زيت البرغموت العطري كزيت موازنًا جدًا للمشاعر حيث يساعدنا على ترتيب الأفكار والسيطرة على المشاعر. يساعد خلط الزيتين معًا على الحصول على تجربة منعشة أثناء التأمّل.
  • خشب الصندل والياسمين: يمنحك خشب الصندل شعورًا بالراحة والهدوء وصفاء الذهن. إنها عشبة شائعة الاستخدام في التأمّل كما تستخدّم على نحو واسع في خلطات البخور. عند خلط زيت خشب الصندل مع رائحة الياسمين يصنع عطرًا أنثويًا قويًا. زيت الياسمين العطري معروف بقدرته على تحسين الحالة المزاجية حيث يحمي من يستخدمونه من مشاعر القلق السلبية وما تسببه من انخفاض الطاقة.
  • اللافندر واليلانج يلانج: زيت اللافندر مُهدئ للغاية ويعمل كمسكّن طبيعي مما يجعله مثاليًا لجلسة التأمّل. يكون اللافندر مفيدًا بشكل خاص عندما تشعر بالضغط أكثر مما أنت معتاد عليه. اليلانج يلانج هو الزيت المثالي لخلطه باللافندر حيث أنّ له رائحة الزهور المنعشة مما يزيد الشعور بالاستقرار النفسي والعاطفي.   
  • الروزماري والأوكالبتوس: الروزماري يُساعد على زيادة التحفيز الذهني. إذا كنت تمارس التأمّل لإيجاد بعض الحلول لفترة صعبة في حياتك أو لتحقيق الصفاء الذهني أو إيجاد أجوبة عن طريق التفكير منفردًا، فالرُوزماري هو الخيار الأمثل لهذا النوع من التأمّل. اخلِط الروزماري مع الأوكالبتوس لجلسة تأمّل منشّطة في الصباح.
  • المريمية و اللبان: المريمية معروفة بقدرتها على إزالة الطاقة السلبية من الفضاء(لذا قد تكون معتادًا بالفعل على حرق المريمية لإزالة الطاقة السلبية من منزلك). كما يمكنها إطلاق المشاعر السلبية التي نخفيها. لذا يمكن لزيت المريمية أن يصبح أداة قوية تُستخدّم أثناء التأمّل عند خلطه بزيت اللبان. زيت اللبان هو زيت عطري قديم يرتبط بالاستخدامات الروحية كما يستخدَم في الاحتفالات الدينية. تمامًا مثل المريمية، زيت اللبان أيضًا له خصائص منقية للهواء ويمكنه المساعدة في تشتيت الطاقات السلبية.  

لذا، في المرة التالية التي تقرر فيها التوقّف قليلًا لتمنح نفسك القليل من الحب عن طريق جلسة تأمل، حاوِل أن تستخدّم إحدى وصفات الزيوت العطرية الخمسة المذكورة أعلاه لتحسين تجربة التأمل.  فهي لن تساعدك فقط على ممارسة التأمل بعمق بل يمكن أن تساعدك أيضًا على اعتياد ممارسة التأمّل بشكل جيد عن طريق شغل حواسك وتحفيزها.